الطيّب صالح
قال الروائي السوداني الطيب صالح انه لم يحقق مكاسب مالية من الطبعات الكثيرة لروايته الشهيرة “موسم الهجرة الى الشمال”، فهو من الذين يكتبون رغبة في الكتابة، على رغم أن الرواية نفسها جلبت له الكثير من المتاعب، كما جلبت له الكثير من الشهرة. قال صالح ذلك خلال حفلة نظمتها دار العين للنشر في القاهرة لمناسبة صدور طبعة جديدة من الرواية بالتعاون مع مركز عبدالكريم الميرغني في أم درمان، لمناسبة اختيار الخرطوم عاصمة للثقافة العربية لهذا العام
وأشار الطيب في الكلمة التي ألقاها خلال الحفلة إلى أن السوادنيين ما زالوا يحملون الرغبة القديمة في التواصل مع إخوانهم المصريين في المقام الأول. وقال موجهاً حديثه الى المصريين: “دعوناكم إلى الحب ويبدو أنكم لا تصدقوننا كأننا قيس وأنتم ليلى، ولكننا مثل كل محب سنتحلى بالصبر”
ووجه صالح بحسب مانقلت صحيفة الحياة تحية خاصة الى الناقد المصري رجاء النقاش الذي كان من بين الحضور لأنه كتب عن الرواية في العام 1968 من دون أن يعرف صاحبها عندما نُشرت للمرة الأولى في مجلة “حوار” اللبنانية ودعاه لإلقاء كلمة· وقال النقاش: “لا نعرف في المصادر التاريخية أن ليلى تكلمت لأن كل ما وصلنا عن قصة الحب كان من أقوال قيس”. ثم مضى رجاء النقاش مذكراً الحضور برأيه في الرواية التي وصف عشقه لها بأنه نتاج محبة عميقة لرواية صدرت في سنوات نضج الرواية العربية لكنها فتحت للأدب العربي باباً جديداً بفضل ما فيها من حسٍ موسيقي، ولغة شاعرية، ونزعة في التصوف، الذي لا زهد فيه، وانما هو دعوة للإقبال على الحياة، كما أنها تعبير عن رغبة هذه الامة في ان توجد وان تنهض من جديد”
وأضاف النقاش قائلاً: “يصعب اليوم ان تجد سودانياً متعلماً لم يقرأ “موسم الهجرة الى الشمال” التي جعلت كاتبها هو الكاتب القومي للشعب السوداني. فهو عندهم مثل شارلز ديكنز لدى الانكليز. واذا وجد سوداني لم يقرأ الرواية فهويته ناقصة”. وأشار الى ان الرواية ترجمت الى لغات عالمية بما فيها الصينية والعبرية
وقالت فاطمة البودي صاحبة دار العين للنشر انها تبدأ مشروعاً طموحاً لنشر الادب العربي مع هذه الرواية بعد سنوات تخصصت فيها الدار بنشر كتب الثقافة العلمية. واعتبر محمود عثمان صالح ان نشر الرواية في طبعتها المصرية الجديدة هو بداية لمشاريع التكامل الثقافي بين المصريين والسودانيين