وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ

من مجموعة قبور الشّهوة، عن دار الفارابي، 2014

من مجموعة قبور الشّهوة، عن دار الفارابي، 2014

!مَمنوعٌ عليَّ الوجُود

أتعلمين؟

قلبي لايَنزلقُ على وجهِ المَاء، وما ترَينهُ هو الظلّ

خاطتْ ليَ الرّياحُ أجنِحَةً من الرُّوح، ولم تعْبَأ لديدانِ مَعِدتي وأمعَائي

قيلَ ليَ الآنَ بِدءُ الرّحيل، وصَدّقتُ. فرميتُ حَقائبي فوقَ الرِّمَالِ ومَسَحْتُ قلبي مِنَ    الغُبارِ وأعلنتُ حَرْباً على الهُيُولى

..ليتكِ أحبَبتِني مُنذ ألفِ عام

كانَ الحُبُّ يَجرَحُني بظفرِ كِبريائِهِ، وكنتُ أسيرَ الغبَاءِ والذهول

“قلتُ لهُ : ” أنا عَجَنتُكَ بأصَابعي” فقالَ سَاخِراً: ” أنتَ طينٌ، طينٌ، طين

!حَبيبَتي

   إن أرَدتِني وافيني عِندَ القناطِرِ المُتيَّمَةِ وليسَ بينَ عَرَائِشِ الشُّموخِ والأرستقراطيَّة. كانَ جَسَدي سَاخِناً منَ الجُوع، وكنتُ قادِراً أنْ أحِبَّ ألفَ امرأة، ولكنَّ الواقعيَّة سَترَتْ جَمَالَكِ عَنّي وغيَّبَتْكِ في سَرَابِها المُتجَهِّم

:أقولُها الآنَ

“أحبُّكِ”

   لقدْ استطالتْ جُفوني حتّى لامَسَتِ الأرض. ومسَحَتْ أنامِلُ اللّيلِ نزيفَ حُبِّي، لقد  تقمَّصَني الحُبّ

       من أينَ جئتِ؟

كيفَ طلعتِ؟

   تأخَّرْتِ كثيراً. كثيراً! مَمنوعٌ عليَّ الوجُود، قلبي لا يَنزلقُ على وجهِ المَاء، ومَا ترَينَهُ هو الظِلّ

   “أحِبُّكِ”

   :أفجِّرُ بها الجبَالَ والبحَارَ والرِّيَاح، وأعلنُ بهَا هويَّتي أمامَ النّاس

 أنا غَريْبٌ يا قوم، وسَترْتُ عَنكم غرَابتي دَهْراً في المُدُنِ التي يُشنَقُ  فيها الغُرَبَاء، ويُسحَقُ الخزَفُ ابنُ طبيعتي الطّينيَّة، ويُحرَقُ الرَّمادُ شَريكُ حَقيقتي الرَّماديَّة

” أحِبُّكِ “

بالطّينِ والتُرابِ والرَّمَاد، أنا نارٌ وتراب

أحِبُّكِ بالوجُودِ والنمُوِّ والحَيَاة، وأنا شَوقٌ وانجِذاب

أحِبُّكِ بالصُّورَةِ والجَوهَر، فأنا شِعرٌ وتكامُل وتسَامٍ

أحِبُّكِ لأنّكِ ابنةُ السُّلالةِ العُلَويَّة، نِصفُكِ ريحٌ ونِصفٌ غُبَار

،أحِبُّكِ

لأنّي شَاعِرٌ مِنَ المَطَر، وأنتِ قصِيدةٌ مِنَ التُّراب

أحِبُّكِ

                                                                   ١/١١/٢٠٠١

Comments are disabled.