وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ

Author Archives

السّنفور رقم ثلاثة

كان جالسًا قربَ الزّجاج المشرف على الرَّصيف، يتأمَّلُ زهور الحَوض تحت نقرات المَطر اللّطيفة، كحَبيبةٍ تصدُّ قبُلاتِ حَبيبِها، وأمامَه على الطّاولة كوبٌ ساخن وعلبَة السّكائر. شَيءٌ ما في الرَّجُل الجالس مقابلَه في الزّاوية.. خَطفَه من النّوستالجيّات المتهاديَة في فضاءِ الكافيتيريا إلى نوستالجيا واقعيَّةٍ خَبيئةٍ في
Read more

خاتمة بالشّمع الأحمر

قصّة قصيرة بعدَ اثنتَين وعشرين سنة أمضاها في السّجن الفدراليّ في ولاية إنديانا الأميركيَّة، خرَج وعادَ إلى الوَطن. عاد يبحثُ عن أطلالٍ وأشباح.. عاد يلملم نِثارَ جموحٍ مريضٍ في زمَنٍ مسعورٍ كان فيه الجنون فضيلة. خرجَ إلى الحياة وهو يظنُّ أنَّ بمقدوره أن يُفصِّل للرُّوحِ المَشبوبةِ فيه عباءَةً من سنوات منتصف العُمر
Read more

التّوأم

التّوأم سكبَ القهوة في فنجانِه، وأشعل لفافة وراحَ يقلّب في صَفحاتِ الموبايل. فإذا برسالةٍ صَوتيّة ترنّ له: “تعالَ اسهَر معَنا اللّيلة.. إنّها حَفلة وداع حَنان”. يا للمفاجأة! صَدمة.. بل كارثة! هكذا.. لا بطاقة دعوة إلى الزّفاف ولا أيّ إشارَة إلى سهرة العُرس! فإذا بهذه الدَّعوة المتأخّرة، وبكلماتِها
Read more

ميزان الأدَب

ميزان الأدَب مقال بعدَما ألقى شاعرٌ قصيدةً وعادَ إلى مكانِه، سألتُ أكاديميًّا جالسًا بقربي: – ما رأيُكَ؟ فأجابني بأنّها قصيدة جيّدة وغنيَّة بالصُّوَر. وعندما كنّا نشرب القهوَة في الرَّدهَة سألتُ واحدًا آخر عن رأيِهِ في القصيدة عينِها، فقال لي جازمًا: – هذا ليسَ شِعرًا! وراحَ ينتقدُ كلمةً في القصيدة
Read more

الشِّعرالسّهل والشِّعر الصّعب

الشّعر السَّهل والشّعر الصَّعب قال لي صديقي مرّةً: القصيدة التي نشَرتَها لم افهَمْ منها شيئًا! فقلتُ له: إنَّها ليست لك. سألني: لمَن؟ أجبتُه بلطف: مَن يطرَب لِرامي عَيَّاش لا يستطيع أن يفهم بسهولة أوبّريت فريد الأطرش أو السّمفونيَّة الخامسَة لبتهوفن. سَكتّ أنا، وحَدَجَني هو بنظرةِ مَن لم يُعجبْه الجَواب البتّة.
Read more

هديل الشّفق

وأطبَقَ المَساءُ راحَتَيْهْ ،ورَنَّقَتْ في دورِنا يَمامَتاهْ واللَّيلُ جرَّحَ الظّلالَ والشّفاهْ ..وخانَ عاشقَيْهْ ،عبَّأَ في زِقاقِهِ الحَرامْ وفي مَطاوي الصَّمتِ والكلامْ والرّيْحِ والظَّلامْ ونارِ خافقَيْهْ .نبوءَةً أثيمَةً.. وَتاهْ   رأيتُهُ يَحملُ ملْءَ ساعِدَيْهْ ،أرواحَهُ المُعفَّنَهْ وفي جيوبِ
Read more